الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

ضحت بعينها من أجل ولدها

نشرت من طرف : Unknown  |  في   12:08 م

أمي كانت بعين واحدة، لقد كرهتها، كانت تسبب لي الكثير من الإحراج، كانت تطبخ للطلاب والمعلمين كي تساند العائلة.
ذات يوم بينما كنت بالمدرسة المتوسطة، قدمت أمي لتلقي علي التحية، لقد كنت محرجاً جداً، كيف استطاعت أن تفعل هذا بي، لقد تجاهلتها, احتقرتها رمقتها بنظرات حقد، وهربت بعيداً.
باليوم الثاني أحد طلاب فصلي وجه كلامه لي ساخراً، "إيييييييي, أمك عوراء"، أردت أن أدفن نفسي وقتها, وتمنيت أن تختفي أمي للأبد، فواجهتها ذلك اليوم قائلاً:
"إن كنت فقط تريدين أن تجعلي مني مهزلة, فلم لا تموتين؟"، مكثت أمي صامتة، ولم تتفوه بكلمة واحدة، لم أفكر للحظة فيما قلته, لأني كنت سأنفجر من الغضب، كنت غافلاً عن مشاعرها، أردت الخروج من ذلك المنزل, فلم يكن لدي شيء لأعمله معها.
لذا أخذت أدرس بجد حقيقي, حتى حصلت فرصة للسفر خارج البلاد، بعد ذلك تزوجت، وامتلكت منزلي الخاص، كان لي أطفال وكونت أسرتي، كنت سعيداً بحياتي الجديدة، كنت سعيداً بأطفالي, وكنت في قمة الارتياح، في أحد الأيام جاءت أمي لتزورني بمنزلي، هي لم ترني منذ أعوام، ولم تر أحفادها ولو لمرة واحدة.
وقفت على باب منزلي, أطفالي أخذوا يضحكون منها، لقد صرخت عليها بسبب قدومها بدون موعد، "كيف تجرأتِ وقدمتِ لمنزلي وأرعبت أطفالي؟"
أخرجي من هنا حالاً، أجابت بصوت رقيق: عذراً, آسفة جداً, لربما اتبعت العنوان الخطأ"، منذ ذلك الحين اختفت أمي.
أحد الأيام, وصلتني رسالة من المدرسة بخصوص لم الشمل بمنزلي، لذا كذبت على زوجتي وأخبرتها أني مسافر في رحلة عمل، بعد الانتهاء من لمّ الشمل، توجهت لكوخي العتيق حيث نشأت، كان فضولي يرشدني لذلك الكوخ، أحد جيراني أخبرني قائلا: "لقد توفيت والدتك!"، لم تذرف عيناي بقطرة دمع واحدة، كان لديها رسالة أرادت مني أن أعرفها قبل وفاتها.
نص الرسالة: "ولدي العزيز, لم أبرح أفكر فيك طوال الوقت, أنا آسفة لقدومي، لبيتك وإرعابي لأطفالك, لقد كنت مسرورة عندما عرفت أنك قادم بيوم لمّ الشمل بالمدرسة، لكني لم أكن قادرة على النهوض من السرير لرؤيتك أنا آسفة، فقد كنت مصدر إحراج لك في فترة صباك، والآن سأخبرك عن قصة عيني التي كانت تسبب لك الإحراج:
يا ولدي عندما كنتَ أنت طفلاً صغيرا،ً تعرضتَ لحادث، وفقدتَ إحدى عينيك، لكني كأم, لم أستطع أن أراك تنمو بعين واحدة فقط، لذا فقد أعطيتك عيني، كنت فخورة جداً بابني الذي كان يريني العالم, بعيني تلك، مع حبي لك". التوقيع: أمك
منقول..
أيها الأبناء، الآباء والأمهات الأحياء فرصتكم للتقرب إلى الله، والوفاء لردّ بعض الجميل, فلا تضيعوها!!
آباؤنا وأمهاتنا ضحوا من أجلنا
كم سهروا للنام
وكم خسروا لنربح
وكم تعبوا لنرتاح
وكم سافروا لنقيم
وكم تذللو لنعزّ
وكم وكم وكم


التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات :

Blog Archive

back to top