الخميس، 29 مايو 2014

الإسراء والمعراج، دروس لبناء الأمة، وغربلة الرجال:

نشرت من طرف : Unknown  |  في   4:23 ص

الإسراء والمعراج، دروس (2) لبناء الأمة، وغربلة الرجال:
فالأمة لا يمكن بناؤها، والرجال لا يمكن معرفتها، إلا من خلال المواقف الصعبة، إلا من خلال المحن والقضايا المصيرية.
عندما حدثهم النبي عليه الصلاة والسلام بأمر الإسراء، تخلخلت الصفوف، واضطربت القلوب، وتزعزت النفوس، وسقط ضعفاء الإيمان..
فالله تعالى لا يريد لحملة هذا الدين أن يكونوا ضعفاء مهزومين تحركهم الشهوات والشبهات، ويميلون مع الريح حيث مالت..
لذا تجد في كل دعوة كثرة المتساقطين على طريقها، يتساقطون لأنهم ليسوا أهلا لحمل الرسالة، فالله تعالى يريد لهذا الدين رجالا كالجبال في الثبات والصمود والمضاء على الحق..
فعندما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بالإسراء، سارع كفار قريش ليخبروا أبا بكر، وهم لا يشكون أنه سيرتد اليوم عن الإسلام، ولما بلغوا داره صاحوا به: "يا عتيق، كل أمر صاحبك قبل اليوم كان هينا، أما الآن فاخرج لتسمع، قالالصديق: "ماذا وراءكم؟ "قالوا: صاحبك" وانتفض أبو بكر وقال: ويحكم هل أصابه سوء؟!
قالوا: إنه عند الكعبة، يحدث الناس أن ربه أسرى به الليلة إلى بيت المقدس!!
فقال أبو بكر: وهو قال ذلك؟؟ قالوا: نعم ، قال: ((إن كان قد قال، فقد صدق))!!!..
قالوا: وأصبح بين أظهرنا؟؟!! فأجابهم أبو بكر: وأي بأس في هذا؟ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، إني لأصدقه في خبر السماء يأتيه في غدوه أو رَواْحه..
وهرول الصديق قاصدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى الشماتة في وجوه كفار قريش، وفي نفس الوقت رأى الرسول عليه الصلاة والسلام، في جلسته الخاشعة، ضارعا إلى ربه، لا يقيم وزنا للمكذبين والمعارضين والمستهزئين..
فانطرح بين يديه وهو يقول: بأبي أنت وأمي يار سول الله، ((والله إنك لصادق))!! ((والله إنك لصادق))!!

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات :

back to top